... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
الشباب الكرد يبدأون موجة العودة من أوروبا إلى كردستان

تاريخ النشر       25/03/2016 06:00 AM


عن "نقاش"
يبدو أن عدد الشباب الذين ينوون الهجرة إلى أوروبا لم ينخفض كثيرا ولكن من الملاحظ هناك هجرة معاكسة لعدد من الشباب الذين سئموا الحياة هناك في "الجنة الموعودة".
24.03.2016  |  بريطانيا (سندرلاند ) مجتمع مهاجرون يسيرون لمسافات طويلة قبل الوصول الى احدى الدول الاوربية (الصورة: ارمند نيماني)مهاجرون يسيرون لمسافات طويلة قبل الوصول الى احدى الدول الاوربية (الصورة: ارمند نيماني)
لم يتمكن عدد من الشباب الذين وصلوا من إقليم كردستان إلى أوروبا من مواءمة الحياة الجديدة وهم يشدون الرحال الآن للعودة، إذ يفضلون "جهنم" كردستان بكل مساوئها على "جنة" أوروبا، حسب قولهم.

مراسل "نقاش" أجرى أحاديث مع عدد من الشباب الذين وصلوا عبر طريق صعب وخطير إلى دول أوروبية مثل بريطانيا وألمانيا والسويد وفنلندا وقد عادوا أو ينوون العودة إلى إقليم كردستان.

 جلال كريم (23 سنة) هو احد عناصر البيشمركة الذي أمضى شهورا في جبهات القتال ضد داعش، نشر خلال المدة الماضية صورتين على صفحته في الفيسبوك إحداهما في جبهات القتال ضد داعش في حدود كركوك والأخرى في السويد وكتب "أصدقائي لقد سئمت جدا وأريد العودة إلى جبهات القتال فماذا ترون أن افعل، أيهما أفضل الغربة أم القتال؟".

 جلال هو من أهالي كركوك وهو واحد من آلاف الشباب الذين وصلوا عن طريق المهربين إلى أوروبا ويقيم منذ ثلاثة أشهر في مخيم في السويد، قال لـ"نقاش": انا " سجلت اسمي منذ شهر ليعيدوني إلى كردستان فحياتنا هنا سيئة ويضم المخيم عددا كبيرا من المهاجرين ولا يمنحوننا سوى مبلغ صغير من المال لا يكفينا".

 وأضاف جلال الذي يعيش في إحدى المخيمات بين مدينتي يوتبوري وستوكهولم: "كنت أحب الوصول إلى أوروبا مثل أي شاب كردي آخر فقد تسببت الأزمة المالية في كردستان بتدهور حياتنا ولم نتسلّم رواتبنا لثلاثة أشهر لذلك قررت الهجرة إلى أوروبا".

 جلال الذي عبر تركيا إلى اليونان عن طريق البحر، أشار إلى انه دفع مبلغ خمسة آلاف دولار للمهربين مقابل إيصاله، وأضاف "انتظر أن يعيدوني إلى كردستان وسوف أعود إلى صفوف البيشمركة وأحارب ضد داعش فالحياة في كردستان أفضل من الحياة في أوروبا".

 وذكر أيضاً أن الدول الأوروبية اتخذت إجراءات ضد المهاجرين، وان هناك نوادي ليلية ومسابح لا تسمح بدخولهم بحجة كونهم لاجئين.

 ويدخل معظم المهاجرين الكرد من إقليم كردستان والعراق إلى أوروبا عبر تركيا بطرق قانونية وبحجة السفر ثم يسلكون طرق المهربين فيختار بعضهم البر فيما يختار البعض البحر للوصول الى البلد الذي يقصدونه.

 وتتوزع موجة هجرة الشباب الكرد بين عدة دول فعدد كبير منهم استقر في ألمانيا ثم تأتي بريطانيا والسويد وفنلندا والدول الأخرى.

 محمد رؤوف (24 سنة) وهو شاب من السليمانية وصل منذ ستة أشهر إلى فنلندا ويعيش في منطقة تسمى ساينكي، قال لـ"نقاش" لم "يكن لدينا عمل في كردستان وقد انخفض مستوى التجارة في الأسواق فقررت الهجرة إلى أوروبا، إلا أنني الآن انوي العودة فأوروبا لم تكن ذلك المكان الذي كنت أفكر فيه".

 وكان محمد قد بدأ مع مجموعة من عشرة أشخاص من أهالي السليمانية هجرتهم من تركيا وقد ساروا عبر غابات بلغاريا وصربيا لمدة (48) ساعة مشيا على الأقدام للوصول إلى أوروبا ولكنه عاد مع احد أصدقائه مرة أخرى إلى السليمانية.

 ويضيف محمد الذي كان كاسبا في أسواق السليمانية: "لم تعد أوروبا كالسابق فقد غيّروا القوانين وأصبحت معاملتهم مع اللاجئين صارمة كما ينظر إليك البعض هنا بنظرة دونية خصوصا العنصريين منهم. كما أن المبلغ المالي المخصص للاجئين قليل جدا ولا يكفي لشراء السجائر والطعام والملابس".

 ونشر محمد قبل عودته من فنلندا صورة على حسابه في الفيسبوك وكتب: "لقد دفعتني أجواء فنلندا إلى العودة لكردستان".

 وكان محمد كما يقول وصل إلى أوروبا عن طريق المهربين وقد دفع مبلغ عشرة آلاف دولار لقاء ذلك ويقول: "لقد أنفقت كل ما جمعته في حياتي للمهربين وقد فضلت في نهاية المطاف أن أموت في بلدي وليس في بلاد الغربة". وقد عاد محمد في الرابع عشر من آذار (مارس) الجاري من مطار العاصمة الفنلندية هلسنكي إلى تركيا ثم إلى إقليم كردستان.

 وخلفت الهجرة الصعبة من العراق وكردستان إلى أوروبا العديد من القصص التراجيدية حيث غرق عدد كبير من المهاجرين في مياه بحر ايجة وكان آخر تلك الأحداث أواسط شهر شباط (فبراير) الماضي حين غرق (25) مهاجرا كرديا قرب جزيرة ساموس في بحر ايجة أعيدت جثامينهم إلى إقليم كردستان فيما بعد.

 وقال صحفي شاب عاد من ألمانيا إلى إقليم كردستان منذ حوالي شهر وفضل عدم ذكر اسمه لـ"نقاش": حينما "هاجرت إلى أوروبا من اجل أن اعيش ولكنني لم أكن أتمتع بأي حق حتى أنهم لم يعاملونا في المخيمات كبشر وكانوا يزوروننا وهم يضعون الكمامات وكأننا ملوّثون وقد آلمني ذلك كثيرا".

 الصحفي الشاب الذي يبلغ من العمر (29 سنة) وصل عن طريق المهربين إلى ألمانيا وكان يعيش في مخيم في منطقة مانهايم التابعة لمدينة شتوتغارت، قال أيضا "كانت أوضاعنا في المخيم سيئة جدا ولم نكن نتمتع بأية حقوق بدائية لذلك يئست وقطعت تذكرة في الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) عائدا إلى كردستان".

 ويوضع اللاجئون بعد وصولهم الى أوروبا في مخيمات ويجب عليهم أن ينتظروا الرد من مؤسسات الهجرة لإجراء مقابلات معهم ويستغرق هذا الأمر شهورا ولابد ان يوضحوا سبب هجرتهم إلى تلك البلدان.

 وقال سيروان بابان مستشار رئيس وزراء ولاية شلسفيغ هولشتاين الألمانية لمراسل "نقاش" عبر الفايبر إن المخيمات التي تضم اللاجئين ليست ملائمة للحياة حيث كانت تضم في السابق عددا صغيرا من اللاجئين.

 ويرى بابان ان المهاجرين يعدون تردي الحياة داخل المخيمات كذريعة للعودة إلى بلدانهم، الا أن السبب الرئيسي هو أنهم اخطأوا في فهم الحياة في أوروبا ولا يستطيعون التأقلم سريعا مع الأوضاع والأنظمة هناك.

 واشار بابان إلى أن عددا كبيرا من المهاجرين عادوا إلى إقليم كردستان، موضحا انه على الرغم من عدم وجود إحصاء رسمي بعدد المهاجرين العائدين، الا أن نحو ألف شخص زاروا خلال مدة قصيرة المؤسسات المعنية في ولاية شلسفيغ هولشتاين من اجل إعادتهم إلى بلدانهم.

 وأضاف انه لا توجد مخاوف من إعادة اللاجئين إلى إقليم كردستان عنوة وان من عادوا كان برغبة منهم.

 ولا يعطي بابان او مسؤولو الإقليم او خارجه إحصاءً دقيقا حول عدد المهاجرين الذين عادوا الى اقليم كردستان.

 وتأتي عودة المهاجرين من أوروبا إلى بلدانهم في وقت تقف أعداد كبيرة من المهاجرين على الحدود بين اليونان ومقدونيا في انتظار فتح المعابر الحدودية والوصول الى أوروبا.

 وتشير إحصاءات الاتحاد العام للاجئين العراقيين في عام 2015 الى ان حوالي (200) الف مهاجر غادروا العراق إلى أوروبا بينهم (32) ألفاً من إقليم كردستان، وقد لقي حوالي (388) مهاجرا من اقليم كردستان حتفهم وتمت إعادة جثث (120) منهم إلى إقليم كردستان.

 وتشير إحصاءات الاتحاد أيضاً الى ان (134) مهاجرا من إقليم كردستان غرقوا خلال شهري كانون الثاني (يناير) و شباط (فبراير) من عام 2016 وتم العثور على جثث (84) منهم فقط.

 وكما كان طريق وصول الشباب إلى أوروبا غير سهل فان طريق عودتهم أيضا ليس مواتيا كثيرا حيث يجب عليهم تسجيل أسمائهم لدى الأجهزة المعنية وعند وصول الدور إليهم تتم إعادتهم بالطائرات إلى تركيا ومنها إلى إقليم كردستان إلا أن تكلفة العودة لا تقع عليهم في هذه المرحلة.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni