محمد خضير على طاولة النقد المغربي

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
20/02/2010 06:00 AM
GMT



زكية عبد النبي
اعتبر نقاد وباحثون أن السرد في الرواية العربية من خلال ثلاثة نماذج متمثلة في الأديب المصري يوسف إدريس والسوري زكريا تامر والعراقي محمد خضير تشكل ثلاثة اتجاهات مختلفة متناقضة في السرد لكنها اغنت تجربة الرواية العربية وميزتها.
وقال الناقد المغربي قاسم مرغطا في مقارنة بين الأدباء الثلاثة "الأمر يتعلق بثلاثة أنواع من السراد السارد الرومانسي في شخص الأديب السوري زكريا تامر والسارد الواقعي في شخص الأديب المصري يوسف إدريس والتعبيري في قصص الكاتب العراقي محمد خضير".
وقال مرغاطا في ندوة "القصة العربية من خلال ثلاثة نماذج: يوسف إدريس زكريا تامر ومحمد خضير" على هامش الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء المنتظم حاليا إن السارد الرومانسي من خلال قصص "القنفذ" لزكريا تامر مختلف عن السارد في مجموعاته القديمة مثل "صهيل الجواد الأبيض" و"ربيع كالرماد".
فالسارد في "القنفذ" "لا يخضع للرغبة العقلية المجردة هو سارد طفل ذاتي متحرر من قيود العقل مليء بالصور والأحلام.. يحاول أن يكتشف أبجدية الحياة من خلال بيت دمشقي وأسرة دمشقية وكذلك حارة ومدينة دمشق".
وأضاف في "القنفذ" "تسود لغة مغايرة بعيدة عن التهكم والسوداوية في مجموعاته السابقة هناك أبطال مهزومون ومقهرون ومخدوعون وباحثون عن الحرية أو وهم الحرية.. في القنفذ السارد رومانسي حالم يبرز الطفولة في صورة مثالية".
وتوقف مرغاطا عند السارد في قصص يوسف إدريس من خلال قصة "لعبة البيت" من خلال مجموعته "آخر الدنيا" حيث قال إن السارد في هذه القصة "يبرز اللغة المصرية عالما فنيا في بناء سردي لا هو هزليا ولا هو جادا يسرد بواقعية يعتمد على العين أو على البعد البصري أساسا".
وأضاف ان "اللغة التي يسردها السارد الواقعي هنا تنتج لغتها الخاصة وهي اللغة الفنية تسخر من قناعة إدعاء النقاء وصفاء اللغة وتضع ثيابها جانبا".
ويعطي أمثلة بورود كلمات من العامية المصرية في القصة مثل "زيطة" و "عاوز إيه" و "ماما بتحضر كفتة في المطبخ".
بينما حسب مرغاطا "السارد الثالث هو سارد تعبيري في قصة محمد خضير يعبر عن الذات والخبرات النفسية الداخلية غير مهتم بالملاحظة الموضوعية".
وأضاف "إنه يعبر عن الحالة الذهنية بغض النظر عن العالم الخارجي".
ومن جهته قرأ عبدالمجيد الجحفة أستاذ بكلية الأدب بن مسيك بالدار البيضاء دراسة للباحث والناقد المغربي محمد أنقار الذي تغيب لأسباب صحية عن خصائص الكتابة القصصية ليوسف إدريس من خلال نموذج "لغة الأي أي"
وقال إن هناك "مجموعة من لوازم الكتابة تتكرر في قصص يوسف إدريس من بينها أن قصته قصة لقطة تعتمد على المشهد".
كما ان الكاتب الذي اشتغل في بداية حياته بالطب النفسي "نلمس في قصصه الألم والمعاناة ويعتمد على التشريح الدقيق للشخصيات والواقع".
ومن مميزات كتابته أيضا حسب أنقار "التفاهم بالإحساس وكذلك الصراخ أو الصرخة التي تخترق نصوصه صرخة الغضب والصرخة المكتومة والعواءات والعويل والزعيق. بالإضافة إلى فكرة التحول وعنصر المفاجأة الذي هو من العناصر الأساسية في نصوص يوسف إدريس".
وميز القاص المغربي أحمد بوزفور بين البناء السردي في قصص محمد خضير وزكريا تامر فنصوص الأول "يغيب عنها المرح كليا إنها نصوص ليلية كثيفة مخترة إذا قارنتها بنصوص زكريا تامر إنها تشبه العرق العراقي المصنوع من التمر مقارنة مع العرق السوري المصنوع من العنب ليختلف الطعم لكن الانتشاء واحد".
وبدأت الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء في 12 (فبراير) شباط الحالي وتنتهي في 21 منه وتميزت بالاحتفاء بالجالية المغربية المقيمة بالمهجر.
كما عرفت مقاطعة العديد من الكتاب المغاربة لأنشطة المعرض الثقافية بسبب الاحتجاج على وزارة الثقافة المغربية بشأن تراجع تعويض الكتاب والمثقفين المغاربة عن الأنشطة التي يشاركون فيها بالمعرض مما ترتب عنه إلغاء عدد من الندوات والمحاضرات أو تخلفها عن الالتزام كليا بالموضوع المعلن عنه في برنامج المعرض.