(أقصى الحديقة): مجموعة قصصية لميسلون هادي

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
27/10/2013 06:00 AM
GMT



صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت المجموعة القصصية الثامنة لميسلون هادي وعنوانها "أقصى الحديقة" وتضمنت خمس وعشرين قصة قصيرة.  القاسم مشترك في مجموعة أقصى الحديقة، هو التشبث الخفي ببساطة الحياة، ونبذ المبالغات التي أصبحنا نعيش فيها سواء في العقيدة أو الأستهلاك أو التكنولوجيا.. وهذه المجموعة الجديدة فيها خليط لعدة شخصيات، هي وإن كانت تبدو واقعية، ولكنها تهكمية، وفيها تلوينات على قماشة بدائية تتبنى خللاً ما في شخصيات القصة تجعلها تتعامل مع العالم على طريقتها الخاصة، حيث لا تستطيع الجزم بمن تكون، ولا تعرف كيف تدرك ما تريد، وإن أدركته سيبدو أضعف وأقل مما ينبغي، ولكنه بالنسبة لهذه الشخصيات مكتمل داخلياً، لأنه بعيد عن الانطباع الذي يكَونه الآخرون. مثلاً هناك الكومبارس التي لا معلومات لديها عن دور الملكة الذي ستقوم به. هناك رجل في مشرحة يسمع ولكنه لا يتحرك. والكل يتساءل عن اسمه وهويته المجهولة.. هناك عجوز تجلس في الصف الأخير وتخرج قبل النهاية .. الكرسي المحدد هو مكانها الذي لا تفارقه..... يتذكر الجميع اسمها ولا تتذكر هي اسم أحد.. تغلط كثيراً بالأسماء، ولكنها لا تدري أنها تغلط بالأسماء.... هناك انتصار التي هاجرت من جنات جرمانة الى جنات البط، ووصلت الى كندا بجواز سفر مزور، ثم بعد سنوات أصابها العمى والزهايمر وهشاشة العظام، فحدث لها ماحدث في بيتها المطل على منتزه مقبرة الكلاب.. هناك جميلة التي استطاعت أن تقطع آلاف الكيلومترات خلال  عشرين ساعة بين بغداد وعمان ثم تعود لتقطعها مرة أخرى في اليوم التالي بين عمان وبغداد .. وهناك هانئة الوحيدة التي كانت بين إخوتها بأنف كبير، وكانت تبدو لمن يراها من بعيد أكبر من سنها بكثير، فراحت تراجع مع نفسها علاقة المظهر بالجوهر وتناور بينهما.. وهناك عبود الذي يتكرر في صورة الضابط والحارس وصاحب البيت، وأيضاً توتة اللعينة التي لا يفهمها أحد إطلاقاً في قصة الفيل والنملة،  وكذلك حديقة الزهور التي لن يراها سوى إسماعيل ياسين. 
 المجموعة صدرت بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون(آفاق)