النجف الأشرف .. أنْ تكون حاضرة عالمية مشرقة

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
14/02/2007 06:00 AM
GMT



ليس غريبا على النجف ان تكون حاضرة عالمية ، فقد كانت الكوفة مصدر إشعاع فكري وروحي في العالم الاسلامي طيلة قرون من الزمن ،  وقد إقترنت إسماّ وفكراَ ومسيرة بأخطر مرحلة تاريخية عرفها الزمن الاسلامي ، تلك المرحلة التي تولَّى فيها الامام علي الخلافة ، وما تلى ذلك من تحولات فكرية هائلة في  الضمير الإسلامي ، وليس من شك كانت الكوفة مصدر توهج فكري حاد ، فالتراب الكوفي كان خصباً معطاء نشطاً  على صعيد خلق الفكر وتوليده وتحريكه ، ثم لا يمكن ان ننسى إنّ هذه النقطة الجغرا فية من الوطن الاسلامي الكبير ، كانت ساخنة على الصعيد السياسي في الموقف من الحكام والسلاطين ، فالتاريخ يشهد إنَّها مهد الثورات والإنتفاضات التي كانت تتفجّر على ارض الاسلام منذ ان أوقد الحسين عليه  السلام الشرارة الاولى وحتى هذه  اللحظة ، ومن هنا لا نستغرب أن يصبَّ صدام ومن قبله من الطغاة والمستبدين حقدهم ا لاعمى على هذه البقعة الجغرافية المحدَّدة من خارطة العالم الاسلامي ،  لإنها قطعة ملتهبة بالروح الخلاَّقة المعطاءة ، ويكفي هنا ان نذكر إنَّها كانت وما زالت موطن الحوزة العلمية التي إضطلعت بحماية وإ ثراء ونشر علوم أهل البيت عليهم السلام ، وهي النقطة التي طالما أثارت غرائز النواصب والحاقدين على النجف وأهلها وعطائها وعلمائها ، وقد حاول الاخرون مراراَ وتكراراَ تهديم هذه الصرح الروحي الشامخ ولكنّهم لم يفلحوا . وفي الواقع ان النجف لا تستمد قيمتها فقط من هذا التاريخ الحيوي الساخن بالفكر والشعر والفقه و الفلسفة ، بل تستمدُّه أيضاً من قيمتها الروحية الرائعة ، تلك القيمة التي تتجسّد في مدفن أمير البيان علي بن أبي طالب عيله السلام ، وما توارثه الكثير من المسلمين ، من إعتقاد راسخ من انَّ  النجف محضن آدم ونوح وغيرهما من الانبياء الكر ام ، وها هي  اليوم   تحتل مركز الإنبعاث الاسلامي العلمي لكثير من المسلمين في مختلف أرجاء العالم ، ففي كل سنة يتوافد على المرقد الشريف الملايين من البشر ، وكلهم حب وشوق للتشرُّف بعبق الضريح الطاهر ، ومن ثم يحدوهم الايمان بمذهب اهل البيت للإلتقاء بجماهير العلماء هناك ، للتزوّد بما تجوده قرائح العلم هناك من علم وفكر وادب ، فليس مجازفة بالقول اذا قلنا هناك الشعر النجفي ، وهناك الفقه النجفي ، وهناك البيان النجفي ، ولهذا لم ينل عالم في مجال الفقه حظوة التقليد والتعظيم إذا لم يمر بدورة من المران الفكري والبحثي في حاضرة النجف المشرفة ، وفي هذا السياق تشخص المكتبات النجفية العملاقة كشاهد إضافي الى الشواهد السابقة على سطوع  الشخصية الحضارية للنجف الاشرف .

هذه الحاضرة العظيمة تلقت ضربات مؤلمة موجعة في زمن الطاغية صدام حسين ، يحدوه في ذلك حقده الدفين المتوارث من الحقد الاموي البغيض لهذه الحاضرة المحمدية العلوية الشامخة ، فقتل علماءها ، وشرّد أدباءها ، وبعثر مكتابتها ، وشوَّه ذكرياتها ، وفرّق أبناءها ، وليس من شك كان لذلك أثره البغيض على مجمل الوضع  الفكري والروحي والتجاري لهذه  الحاضرة الكريمة ، ومن هنا تشتد العزائم للنهوض بهذه الحاضرة من جديد ، وفي طليعة العاملين على ذلك علماؤنا الكرام ، يدفعهم لذلك حرصهم على كرامة النجف ، وحبهم لهذه الحاضرة العملاقة ، وقبل كل شي أخلاصهم لاهل البيت كظاهرة عقدية وروحية وتاريخية عظيمة .

جميل ولكن !

جميل أن نفكر بإعادة الروح الحرّة المنطلقة الى النجف الأشرف ، وذلك على صعيد كونها حاضرة علمية مشرقة ، تحتشد بطلبة العلم من كل مكان ، بلا رقيب ، ولا خوف ، حيث حلقاتها الرائعة ، وسجالتها الفكرية الحرّة ، وجميل جدا ان تعود للنجف نشاطاتها الادبية والشعرية المتوهّجة بالبيان الساحر ، وجميل الى حد بعيد ان تزخر حركة المطابع النجفية بتنضيد الحروف  والجمل الفكرية بلا توقف   كما كانت عهدها في سابق ليس ببعيد ، بل كما هو عهدها منذ زمن طويل ، وجميل جدا  أن يشهد النجف الاشرف ذلك الحشد البشري المتواصل من كل انحاء العالم لزيارة القبر الكريم ، ولكن هناك ما هو  أهم من ذلك في تصورنا نحن شباب آل محمد ، هناك ما هو ا خطر واعظم واروع ، هناك ما يتناسب مع منزلة النجف التاريخية والعلمية  السامقة .

نعم !

ينبغي ان نعمل سوية ، نعمل بنشاط وجد على تحويل النجف الى حاضرة عالمية ، حاضرة  عالمية بكل المقاييس ، لها دورها العالمي في الفكر والسياسة ، لها  دورها في تحقيق السلام العالمي ، ولها دورها في حوار الاديان ، ولها دورها في تحديث فلسفة الدين ، ولها دورها في التقريب بين المذاهب الاسلامية، ولها دورها في تنمية الروح في الفكر العالمي ، ولها دورها في إنقاذ العالم من الحروب والجشع وتسلّط قوى الظلم والطغيان والفساد ، ولها دورها في إنقاذ افريقيا من الجوع والموت والحرب ، ولها دورها في نشر ثقافة التسامح والحب والخير ، ولها دورها في تأصيل الكلمة الروحية في زمن الطغيان المادي ، ولها دورها في ترشيد الساسة المسلمين وغيرهم  .

النجف الاشرف ليس أقل حظوة في العلم و التاريخ والثقافة من الازهر الشريف ، وليس  أقل حظوة من الفاتيكان حاضرة العالم المسيحي ، وليس اقل حظوة من الكنيسة الشرقية في روسيا ، وليس اقل  حظوة من الكنيسة في اليونان ، وكل  هذه الحوا ضر تلعب أدواراً عالمية على صعيد  توجيه العالم ، وترشيد العمل السياسي ، ونشر ثقافة السلام و التسامح ،  بل وفي ترشيد الطروحات الاقتصادية لحل مشاكل العالم .

نريد ان يكون صوت النجف عالميا ، ينتشر في كل  أنحاء  العالم ، تستشيره هيئة الامم المتحدة ،  ومجلس الأمن الدولي ، وتساهم في صياغة مشاريع  اليونسكو ، وتكون طرفاً نشطاً في خضم الدعوة الى تجديد الفكر الديني ، ويكون لها حظ وافر في مواجهة ثقافات العنف والإ رهاب باسم الدين والروحانية ... أن يكون لها دور عظيم في حماية حقوق الاقليات في العراق وفي كل أنحاء العالم .

لقد آن الآوان ان تتحول النجف الى حاضرة عالمية ،  خاصّة وإن صوت الأديان عاد قويَّاً مدويِّاً في الضمير البشري ، فلم يعد الدين مجرّد نسق عقدي بل هو نسق  إجتماعي ، وحضور عميق ، يستل مشروعيته من التاريخ ، والحقيقة الروحية التي إستطاعت ان تثبت قوية ساطعة في مواجهة الطغيان المادي .

العمران المدني !

هل يمكن ان تكون النجف حاضرة عالمية وهي ترزح تحت الانقاض ؟ أو تتصدرها البيوت ذات النسق البدائي ؟ أو تتوزَّعها الشوارع الضيقة ؟ أو يسودها الظلام الدامس لساعات طويلة ؟ أو لا يأتمن زائروها على حافظة نقودهم من لص قادم من وراء الحدود ؟ أ و يسقي أهلها ومحبيها ماء أٌجاج ؟ او أراضيها سبخة لا تصلح لزرع  أو ضرع ؟ أو أسواقها كاسدة عاطلة ، أو مدارسها متداعية متهالكة ؟ أو أليات نقلها محطَّمة تثير القرف والأشمئزاز ؟ 

الجواب بطبيعة الحال بالسلب ، فإن العمران الجميل ا لمستوفي لشروط الصحّة والسلامة والكرامة جزء لا يتجزء من أي جهد لجعل النجف حاضرة عالمية، ينبغي ان ننهض بهذا البلد الشريف عمرانيا بدرجة فائقة ، على جميع الاصعدة والمجالات .

إن عنوان ( النجف حاضرة عالمية ) يستدعي التواصل مع الجمال الخارجي للحياة بقدر ما هو عنوان فكري يتواصل مع العالم ، وبقدر ما هو حضور في الساحة العالمية .

إن الجدّة والنضارة في الشكل الخارجي للنجف يجب ان يتوازى مع الاتساع الروحي للنجف في العالم كما هو جوهر مشروعنا ، لا يمكن أن تكون النجف حاضرة عالمية وهي فقيرة السوق ، بدائية الحياة ، شحيحة  الجمال ، ذلك تناقض ، أو اقل ما يقال عنه عدم تكامل بين الخارج والداخل ، بين الشكل وا لمضمون .

الإرتباط بالعالم

المقترب الثاني في سياق مشروع حاضرة النجف العالمية ،  هو الارتباط بالعالم عبر خطوط مواصلات متشابكة ، خطوط مواصلات حديثة... سريعة ... مريحة ... متطورة ... مطار النجف الاشرف خطوة جريئة ورائعة على هذا الطريق ، كذلك خطوط سكة حديد تربط النجف بدول الجوار ثورة مواصلاتية رائعة ، وفي الحقيقة هو مطلب تستوجبه إعتبارات كثيرة ، ومن اهمها ان النجف بلد سياحي ، ديني ، يؤمُّه سنويا ملايين الناس ، وبذلك يمكن أن يتحول هذا الاجراء الى ثروة إقتصادية إ نعاشية  تعم بخيرها العراق كله .

هي حاضرة عالمية ، فإذن يجب ان تكون حاضرة عبر خطوط مواصلات سريعة ، تربطها بحواضر العالم الكبرى ، وخاصّة حواضر الدول المجاورة .

المدينة الجامعيَّة

النجف الاشرف على طريق العالمية ينبغي ان تتحوَّل الى مدينة ( جامعية ) ، تماماً كما هو الحال بمدينة ( لوند ) السويدية ، حيث تشكل منطقة جامعية صرفة ، جامعات عملاقة تستقبل طالبي العلم من كل  أنحاء العراق ، ومن خارج العراق بطبيعة الحال ، جامعات تهتم بشتى العلوم ، خاصّة الانسانية منها والدينية ، تتواصل مع الجامعات العالمية الكبرى ، تتبادل المناهج والطلاب والإساتذة والخبرات والمعلومات ، أن النجف سوف تتحول الى منارة عالمية فيما تحقق مشروع (  المدينة الجامعية ) .

المكتبة المليونية

مقترب في غاية الاهمية فيما إذا أردنا لمدينة أمير المؤمنين ان تتحول الى حاضرة عالمية ، مكتبة مليونية زاخرة بكل ألوان الفكر والثقافة وا لا دب والعلم . النجف ليست بعيدة عن مناخ المكتبة المليونية ، فهناك عشرات بل مئات المكتبات في النجف الاشرف ، تضم نفائس الكتب و المخطوطات ، ولكن نريد مكتبة أخرى ، مكتبة كونية شاملة ، مكتبة مليونية صارخة بكل الوان المعرفة ، لا تقتصر على التراث و العلم الديني ، يجد فيها الطالب و الباحث كل جديد يصدر ، وذلك  على غرار مكتبة ( الكونجرس الأمريكي ) من حيث السعة والضخامة و العلاقة بدور النشر العالمية والعربية والاسلامية ، هذه المكتبة ضرورة جوهرية ونحن نخطط لمدينة  الامام علي على طريق العالمية .

المؤتمرات الفكرية

مقترب آخر على طريق عالميَّة النجف الاشرف ، يجب ان تتحوَّل النجف الى ساحة ساخنة بحضور الفكر ، وليس من شك ان المؤتمرات الفكرية علامة بارزة  على هذا السبيل ، وينبغي ان يكون هناك قصور مخصَّصة لمثل هذه المؤتمرات الفكرية ، هذه المؤتمرات تسمّى باسم النجف بشكل من الاشكال وصورة من الصور، مؤتمرات تعالج شتى الموضوعات الفكرية التي تهم العالم الكبير ، سواء على صعيد الثقافة أو البيئة أو السياسة  أو الاقتصاد أو العلاقات الدولية أو مشاكل الاسرة ، او العلاقات بين الاديان ، والعلاقات بين القوميات .

النجف ينبغي ان تكون عاصمة الفكر ، عاصمة الثقافة ، والمؤتمرات الفكرية الدورية أو الطارئة أو الأضطرارية من  المعالم الكبيرة على هذا الطريق اللاحب .

النشاطات الفنية العالمية

نريد للنجف ان تكون مصدر اشعاع فني عصري محتشم ، فقد تحوّل هذا النشاط الوجداني الروحي الى وسيلة إثارة مبتذلة ، وسبيل إستئكال وإثراء حرام ، ومن هنا ينبغي ان تضطلع النجف برسالة فنية شفافة ، تعكس معاناة الانسان ، وتعمل على تجذير القيم الروحية في الضمير البشري ، وتحفز الطاقات البشرية ضد الحروب الظالمة ، وفي مواجهة الإرهاب باسم الدين ــ والدين براء من ذلك ــ وسوف يكون من  أحدى المعالم على طريق  العالمية النجفية هو الاهتمام بالنشاط الفني ، وذلك في مجال الرسم والنحت والتمثيل والخط ، وذلك بالتفاعل مع المدارس  الفنية العالمية التي تحترم خصوصيات الجانب الروحي في الانسان ، وتعمل على إشاعة قيم المحبة و التسامح والخير والعطاء القيمي الشفاف ، وسوف يكون للنجف الاشرف حضور عالمي إذا فكر القائمون على إدارتها بتحويلها الى مصدر إعطاء  فني عالمي يتواصل مع مشاكل الانسان العالمية ، أي تتحوّل الى مصدر إثراء الفن الديني الروحي الوجداني الميتافيزي الذي يربط بين الانسان وخالقه وقيمه ومصيره الاخروي الحتمي . أن النجف سوف تنافس حاضرة الفاتيكان إذا توجّهت الى الإهتمام برسالة الفن الروحية ، لان التراث الروحي للنجف أغنى وأعمق وأعظم .

كراسي العلماء و المفكرين

إحياء العلماء و المفكرين و الشعراء الكبار عبر نصب كراسي باسمائهم الكريمة في المدارس والجامعات وقاعات المحاضرات وا لمؤتمرات عملية حضارية رائعة ، وسوف لا تقتصر هذه الكراسي على علماء الفقه فحسب ، بل الشعراء والسياسسين المصلحين من رواد االامة  الاسلامية ، إن إستحداث كراسي لهؤلاء الاعلام يمثل نقلة حضارية في التفكير النجفي ، ويجعل النجف على طريق الحاضرة العالمية .

متحف النجف العالمي

معلم آخر على طريق عالمية النجف الاشرف ، أن الآثار النجفية كثيرة وقيمة ورائعة وحضارية وإنسانية ، وفكرة تأسيس متحف نجفي عملاق ، عصري ، يتمتع بامتيازات الفن الجميل والدقيق على صعيد العمران ، وصعيد التنسيق ، وصعيد العرض ، وصعيد الصيانة ، وكل ما يتصل بمقتربات المتحف الناجح سوف يعطي للنجف بعد  عالمي رائع ، تستمد كثير من الحواضر قيمتها العالمية من متاحفها ، وكثيرا ما تبدأ هذه المتاحف بسيطة ، ولكن بمرور الزمن تثري وتكبر وتصبح عالمية .
يوم النجف العالمي

مشروع في غاية الاهمية ، يوم محدَّد من كل سنة ، ذلك هو يوم النجف العالمي ، تلقى فيه البحوث والدراسات عن النجف وتاريخها وعطائها ، وتطورها ، وما ينتظرها في المستقبل ، يشارك فيه باحثون ومفكرون عالميون من مسلمين و غير مسلمين ، ويصدر فيه كراس سنوي يؤرخ لكل الانجازات التي تتم في هذا اليوم .

هذا اليوم سيكون من معالم عالمية النجف المرتقبة بإذن الله تعالى .

مراكز البحوث والتحقيقات

ينبغي ان تتحوّل النجف إلى معمل فكري دائم ، مراكز البحوث والتحقيقات معلم مهم وجوهري على طريق عالمية النجف ، بحوث دينية وعلمية وتاريخية وادبية ... تحقيقات دقيقة وعميقة تتناول التراث باكمله ، تقدم زاداً  عالمياً للثقافة العالمية ، على ان تحدث هذه  التحقيقات ثورة معرفية في الضمير العربي والمسلم ، ومن الطبيعي ان يكون لهذه المراكز علاقاتها الرصينة والتعاونية مع مراكز البحوث العالمية ، بصرف النظر عن هويتها وإنتمائها الديني ، لانّنا نريد من النجف ان تكون مدينة سجالية على مستوى الفكر و الثقافة و الفن و الأدب .

مدينة سياحيَّة

ينبغي ان تتحوَّل النجف إلى مدينة سياحية عالمية ، فهناك المراقد ، والمزارات ، والمتحف المرتقب ، وغيرها من الممكنات الكبيرة التي تسمح بان تكون النجف مدينة سياحية عالمية ، وليكن الزائر الذي يريد التشرُّف بزيارة الأئمة المعصومين ليكن سائحا ايضا ، يتمتع بالمشاهد الجميلة، ويستمتع بهواء الكوفة الطيب ، ويستمتع بكنوز  المتحف النجفي المُرتقب ... النجف مدينة سياحية ، ذلك من معالم النجف العالمية بلا  شك  ، فيما إذا عزمنا على ذلك .

المقبرة العصرية

المقبرة النجفية أكبر مقبرة في العالم ، وهناك نصوص دينية على استحباب الدفن في هذه  التربة الطيبة ، والمقابر في العالم المتحضِّر روضات وزهور ، ونعتقد ان تحديث مقبرة النجف أمر ضروري على طريق عالميتها المرتقبة بإذن الله تعالى ، يجب تغيير أنماط المقبرة النجفية ، نحوِّلها الى روضات ، إحتراما لارواح الموتى ، وإنقاذا لها من التلف و الضياع ، والشويه ، يجب ان تتحوَّل المقبرة  النجفية الى رياض جميلة وتطهر من العابثين و الماجنين والمستهترين .

الجريدة النجفية الأسبوعية

هذه الجريدة تستعرض ا خبار النجف كحاضرة عالمية ، الانجازات الفكرية ، التطورات الاجتماعية ، النشاطات التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني في النجف ، المستجدات ، الطموحات ، التواصل مع العالم ...

الجريدة يجب ان تهتم بالنجف كمدينة دينية ... سياحية ... فنية... علمية ... فكرية ... أدبية ... هذه خطوة جبارة على طريق عالمية النجف الاشرف ، بطبيعة الحال هناك الى جانب ذلك التفلزة النجفية ، والإعلام النجفي ... كل  ذلك في نطاق هذه الفكرة ، عالمية النجف الأشرف .

النشاط التجاري الصناعي

لا يستطيع احد ان ينكر ان القابليات النجفية على صعيد التصنيع  رائعة وعلى صعيد التجارة ماهرة ، وهي حاضرة صناعية متقدمة في كثير من المجالات ، ويختزن النجفيون مهارات تجارية ضخمة بفضل كونها مدينة سياحية ، يأتيها الناس من كل فج عميق ، وتلعب المهارة النجفية على صعيد الصناعة والتجارة دوراً كبيراً في تحريك عجلة الاقتصاد هناك ، ومن هنا نعتقد ان من معالم  عالمية النجف هو الإهتمام بهذه المهارات ،  تنميتها ، وصيانتها ، وتوفير المجلات الملائمة لها ، وتوفير فرص التشجيع عليها . ذلك من مقتربات المشروع هذا ، وأهل النجف شطار وأذكياء ، ومجرَّد ان تتوفر الممكنات الاولى يحدث انقلاب في هذه المجالات في النجف الاشرف .

تنظيم المواسم الدينية

ينبغي تنظيم المواسم الدينية ، فمن المعروف للاسف الشديد ، ان النجف يفتقد هذا التنظيم الحضاري ، تعم الفوضى ، وتكثر السرقات ، وتتزاحم الناس ممّا يترتب عليه  الكثير من المخاطر ا لكبيرة ، هناك موسم عاشوراء العظيم ، والا ربعين ، ورمضان المبارك ، وولادة ووفيات المعصومين ، وكل مناسبة تتقاطر الناس على هذه المدينة المقدسة ، ونعتقد إن وضع نظام أو مصفوفة أنظمة للهذه المواسم ، سواء في الدخول أو الخروج أو الا قامة أو تأدية الطقوس المقدّسة  أو المراجعات الصحية والأمنية ... كل هذه المقتربات يجب ان تخضع  لأنظمة مدروسة ، تسهر الدولة وا لمسؤولون على   صياغتها وتطبيقها ، ومن هنا يجب ان يكون للمدينة شرطتها الخاصّة ، شرطتها التي تعرف تاريخ المدينة ومستحقات القداسة فيها ، وجغرافيتها ، و ثقافتها ، ويجب ان تعقد لهذه الشرطة دورات تدريبية للتعامل مع الحالات الخاصة لهذه المدينة ، وذلك بسبب أستثنائتها التي تتميَّز بها .

مدينة مقدّسة

النجف كـ ( حاضرة دينية عالمية ) مدينة مقدسة ، يجب ان يعم فيها السلام ، بل ان تكون مصدر سلام للعراق والعالم كله ، منها تنطلق مبادي السلام ، وفيها تعقد مؤتمرات السلام ، وفي ربوعها يستشعر المؤمن السلام الروحي والإجتماعي والفكري ، ومن هنا ينبغي ان تكون خالية من السلاح ، نظيفة من كل ما يكدر الأمن الاجتماعي ويربك المعادلات الاخلا قية ، ينبغي ان تكون نظيفة من تجارة الموت ، وتجارة العاهات ، وتجارة الفساد والخراب ، لها نظامها الامني الخاص ، وشرطتها الخا صّة ، وحراسها الخاصون ، بما يتناسب مع قدسيتها واهميتها ودورها . مدينة نشطة روحيا وعلميا وفكريا وتجاريا ، بعيد عن مساومات السياسة وا لمحسوبيات بدرجة كبيرة .

و... الحوزة المشرفة

وتبقى الحوزة هي المحرِّك الروحي الجوهري لهذه الحاضرة العلمية الدينية السياحية الفنية الأدبية التجارية الصناعية ، تجدَّد الفكر ، و ترشِّد الناس ، وتنشر لواء السلام ، وتعمل على ترسيخ فكرة الوئام الاجتماعي ، وتبارك مؤسسات المجتع المدني ، وذلك في سياق نقلة سوف  تقوم على تحقيقها المرجعية العظيمة ، نقلة فكرية وعمرانية ونظمية ومنهجية  ، ولنا كل الامل في ذلك الطود الشامخ الذي أثبت حبه للعراق والاسلام ، صاحب العقل النير ، والفكر التجديدي السيد اية الله العظمى السيستاني حفظه الله تعالى .

نعم !

الحوزة النجفية في طريقها الى تجديد الطرح الفكري الديني بكل مجالاته، نحن  على ثقة سوف تدرس علوم النص الجديد ، وسوف تدرس علوم ا لتحقيق العلمي المعاصرة ، وسوف تدرس فلسفة الدين الحديثة ، وسوف تشرف على تنقية التراث ، وسوف تقنن الدراسة بدقة كي لا تكون الحوزة ملجا لبعض الكسالاى وا لفاشلين ، وسوف تتحول الى حاضرة عالمية  ، تستعين بالدراسات الحديثة ، تحتضن خيرة الاساتذة و الاختصاصين في علوم اللغة و التاريخ وعلم النفس والا  جتماع ، حتى تصبح النجف خالقة أفكار ، وباعثة روح لك ا لعالم .

عالمية النجف مشروع رائع يمكن ان يقوم  على  إنجازه الدولة ومجالس الاوقاف و التجار واهل الخير وا لمؤسسات العالمية الحيادية وأهل الفكر وا لعلم .

والحمد لله ربِّ ا لعالمين